رحمة الله عليك ايها الحب

رحـــمـــة الـــلـــه عـــلـــيـــك يـــا أيـــهـــا الـــحـــب

كنت أجاهد لأصل إلى حلم لطالما حلمت به ولكن لم أكن واع بأنني أحلم في دنيا فَنَت من الأحلام , هل الزمن تغير أم نحن تغيرنا ؟؟؟
لا أعتقد أنّ الزمن يقدر على التغير لوحده , فنحن من بدأنا بتغيير الزمن ولكن نسينا أنّ هناك قدر . قدر ياما انتظر طويلاً لأن نصل إلى هذا التغيير ليلعب ويمرح بنا ويزيد جرحنا إثنين . لقد نسينا أننا أصبحنا في عالم مجهول , عالم وزمن , الأخ يقتل أخاه طمعاً ...
هل أصبحنا في زمن لا نقدر التحكم بمشاعرنا , هل أصبحت كطير مكسور الجناح , لم يعد يهمه الدنيا وغرورها بل كلّ همه بأن يحلّق ويطير فقط ليصل إلى شطّ الأمان بعيداً عن نار البندقية , وتلعب به الرياح كما شاءت ولا يقدر المقاومة بل في النهاية يستسلم بعد أن تَعب من المحاولات التي كانت فاشلة , وحتى لو وصل هذا الطائر فسيظل مكسور الجناح والخاطر , معذب القلب , لا يقدر أن يُكمل حياته العادية بل سيبقى مذلول ومجروح ومهزوم لوقت طويل لحين ما يقدر أن يحلق من جديد وفي هذه الفترة لن يسلم من الأفاعي حوليه .
وعندما يحلق الطير من جديد سيحلق خوفاً وهلعاً وحذراً لكي لا يقع في العذاب مرة آخرى وستكون حياته كلها خوفاً وطبعاً لن تكون حياته عادية .
هكذا أصبحتُ ولكن إنني أختلف عن هذا الطير في أنني انكسرت عدة مرات وعدت للتحليق بقوة إرادتي وكلما أحلق أنكسر من جديد , وسأبقى أحلق لكي أصل إلى إرادتي وطبعاً سأحلق حذراً .
كل مرّة كنت أحلق فيها أقع في فخ , ولكن كلّ مرة فخ مختلف عن الآخر لحين وصلت إلى معرفة كل فخوخ الحياة يل بالأحرة كل فخوخ الناس .
فالدنيا علمتني أن أنسى من جرحني وأفكر بمن سيجرحني ...
فالدنيا علمتني أنّ طعم الحب هو طعم ليس له مثيل ولكن نهايته طعم ليس بأمّر منه
فالدنيا علمتني أنّ الحب في زمننا انعدم ومن يحب في هذا الزمن فهو معدوم من هذه الحياة ...
فالدنيا كانت ستعلمني بأن أستسلم لها ولكن وقفت بوجه زلازيلها وغضبها ورياحها القاسية لأقول لها أنك أنت فانية كما أنا فان . ولكن أنا سأفنى منتصر على رغباتك ومرارتك بإرادتي , فلن تهزمني رياحك ولن تقتلعني زلازيلك , بل أنا سأمضي دوماً لكي أنتصر في النهاية .
هذه الدنيا ومن يستسلم لها فهو خلق ليكون عبيداً وذليلاً لنفسه , فبعقلنا نصنع طعم الكرامة لنفسنا وبقلبنا نصنع طعم المرارة لنفسنا ...
ففي النهاية أصبحنا نُفتش على حضن دافئ مثل ما نفتش على إبرة في القش .
فأنا دائماً أقول : لا تقل لي أنني أحب ولا تقل لي إنني محبوب فقل لي يا ليت الحب يعود يوماً ....
وهذه المقولة نحن الذي صنعناها , فبأيدينا قتلنا الحب والتضحية وفضلنا المصالح والخيانة , ومن الصعب أن نعود إلى الحب لأنّ هذا الزمن هو زمن المصالح فقط .

الآن كل ما أحتاجه هو بأن أشعر بالصدق الذي حلّ مكانه الكذب وأثق بمن حولي ولا أخاف من القادم .
فزمن التضحية والإخلاص انتهى عندي لأنّ ليس من هناك في الكون كله يستحق أن أضحي من أجله , فالحب انتهى عندي وللأبد لأنّ في هذا الزمن لم يعد يوجد كلمة إسمها الحب بل أصبحت كلمة الخيانة بكل أشكالها بديلاً للحب


< فـــرحـــمـــة الـــلـــه عـــلـــيـــك يـــا أيـــهـــا الـــحـــب >