هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جدد حياتك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
*fulla*
مشرف
مشرف
*fulla*


انثى عدد الرسائل : 1114
العمر : 32
العمل/الترفيه : طالبة 2 علمي
المزاج : رايقة
تاريخ التسجيل : 26/03/2009

جدد حياتك Empty
مُساهمةموضوع: جدد حياتك   جدد حياتك I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:12 am


كثيراً ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته، ولكنه يقرن هذه
البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة كتحسن في حالته أو موسم معين
أو بداية عام أو شهر جديد مثلاً..!


وهذا وهم.. فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس، والرجل المقبل
على الدنيا بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ولا تصرفه
وفق هواها، بل هو يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها...




ثم إن كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا
إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع
الهوى والتفريط، وما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين،
وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها، وأن يرسم
السياسات قصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنّات التي تزري به.


إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط
جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة؛ فهذا الخلط لا ينشئ به
المرء مستقبلاً حميداً ولا مسلكاً مجيداً؛ فالأشرار قد تمر بضمائرهم فترات
صحو قليل، ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها.




عش في حدود يومك !!!




من أخطاء الإنسان أن ينوء في حاضره بأعباء مستقبله الطويل، والمرء حين
يتأمل ينطلق تفكيره في خط لا نهاية له، وما أسرع الوساوس والأوهام إلى
اعتراض هذا التفكير المرسل، ثم إلى تحويله إلى هموم جاثمة وهواجس مقبضة...


والعيش في حدود اليوم يتّسق مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أصبح
آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه.. فكأنما حيزت له الدنيا
بحذافيرها" (رواه الترمذي).

إن الأمان والعافية وكفاية يوم واحد تتيح للعقل النيّر أن يفكر في هدوء
واستقامة تفكيراً قد يغيّر به مجرى التاريخ كله، بله حياة فرد واحد...!

على أن العيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل، أو ترك الإعداد له؛
فإن اهتمام المرء بغده وتفكيره فيه، فيه حصافة وعقل، وهناك فارق بين
الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به.. بين الاستعداد له والاستغراق فيه، بين
التيقظ من استغلال اليوم الحاضر والتوجس المربك المحير مما قد يأتي به
الغد...

ويرد الشاعر على هذه التوجسات بقوله:


سهرت أعين ونامت عيون *** في شئون تكون أو لا تكـون


إن ربًّا كفاك بالأمس ما كان *** سيكفيك في غدٍ ما يكــون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جدد حياتك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عيش يا قلبي حياتك..
» كم شخص من هؤلاء في حياتك . . .
» لمسات تحسسك بقيمة حياتك
» الله اكبرشوف اجمل لحظة في حياتك
» اذكى اجوبه يمكن سمعتها في حياتك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الملتقى العام :: ملتقى الشريعة والحياة-
انتقل الى: