.::من فيـــض النبــوة ::.

بسم الله الرحمن الرحيم


.::مـن فيــض النبـــوة ::.


موضوع متجدد بشكل اسبوعي ..لنقطف معا كل اسبوع زهرة من بستان النبوة ..نتدبر ونفسر احاديث رسول الله صلى الله علية وسلم ..ونعمل بسنة معلمنا وسيد الخلق اجمعين .



كونوا معنا



كظم الغيظ

قال صلى الله عليه وسلم:"من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله تعالى على رءوس الخلائق يوم القيامة."

صحيح سنن أبي داود للألباني(4777)

قال الغزالي في الإحياء:" كظم الغيظ يحتاج إليه الإنسان، إذا هاج غيظه ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعود ذلك مدة، صار ذلك اعتياد فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب، وحينئذ يوصف بالحلم، ومن فوائد كظم الغيظ:

1-الفوز بجنات عرضها السموات والأرض:

قال تعالى:"وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين* الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"}آل عمران:133،134{.

قال ابن كثير في قوله:}والكاظمين الغيظ{فقال:إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه، وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم..

2-مكانة عظمى عند الله تعالى:

قال صلى الله عليه:" من كظم غيظه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة، حتى تتهيأ له، أثبت الله قلبه يوم تزول الأقدام".

3-ربح عظيم وفوز كبير:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما من جرعة أعظم أجرا عند الله تعالى من جرعة غيظ ، كظمها عبد، ابتغاء وجه الله تعالى".

وعن معاذ بن أنس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء".

4-فعن أنس رضي الله عنه أنه قال:إن النبي صلى الله عليه وسلم مرٌَ على قوم يتصارعون، فقال:"ما هذا؟" قالوا:فلانُ ما يصارع أحداً إلا صرعه.

قال:" أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجل كلمه رجل، فكظم غيظه، فغلبه، وغلب شيطانه، وغلب شيطان صاحبه".

5-سكن الإيمان في النفس:

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، وهو يقول بيده هكذا، فأومأ عبد الرحمن بيده إلى الأرض" من أنظر معسراً، أو وضع عنه، وقاه الله من فيح جهنم، ألا إن عمل الجنة حزن بربوة(ثلاثا) ألا وإن عمل النار، سهل بشهوة، والسعيد من وقى الفتن، وما من جرعة أحب إليٌ من جرعة غيظ يكظمها عبدُ لله، إلا ملأ الله جوفه إيماناً"

وقال محمد بن كعب-رحمه الله-: ثلاث من كن فيه،استكمل الإيمان بالله: إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له".

عن جعفر الصادق رضي الله عنه أن غلاماً له، وقف يصب الماء على ويديه، فوقع الإبريق من يد الغلام في الطست، فطار الرشاش في وجهه، فنظر جعفر إليه بغضب، فقال:يامولاي }والكاظمين الغيظ{ قال: كظمت غيظي، قال: }والعافين عن الناس{ قال عفوت عنك..

قال:}والله يحبٌُ المُحسنين{ قال: اذهب فأنت حرٌ لوجه الله تعالى.

فما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم، لتقوى الروابط، وتتآلف القلوب، ولننال رضا رب العالمين جل في علاه..ولننال جنته ونعيمها..