مقدمة
لقد بدا الإهتمام بإنتاج الفطر في السنوات الاخيرة في فلسطين والدول المجاورة بشكل ملحوظ وواضح من خلال نشاطات وزارة الزراعة والمؤسسات الاهلية بنشر وتشجيع زراعة وانتاج الفطر لما له اهمية اقتصادية وقيمة غذائية عالية وله دور في حل بعض المشاكل البيئية وتم التركيز على زراعة نوع الفطر عيش الغراب المحاري (Oyster mushroom ) حيث تتميز زراعته بالأسلوب السهل ولا يحتاج الى ظروف مناخية معينة ويزرع على بقايا المحاصيل الحقلية.
القيمة الإقتصادية للفطر:
تعتبر زراعة فطر عيش الغراب المحاري من المشاريع الصغيرة المدرة للدخل نظراً لإنخفاض كلفة الإنتاج وعدم حاجته لخبرة عالية وقدرة هذا الفطر على تحويل المخلفات الزراعية التي ينمو عليها الى مواد علفية ذات قيمة غذائية عالية سهلة الهضم للحيوانات المجترة ويمكن تلخيص الأهمية الاقتصادية كالتالي :
- إنتاج ثمار الفطر ذات القيمة الغذائية العالية
- التخلص من تكدس المخلفات الزراعية المسببة للتلوث البيئي
- إنتاج مواد علفية خشنة تصلح لتغذية المجترات
القيمة الغذائية للفطر :
إن قيمة المشروم الغذائية عديدة ومتنوعة، ويكفي أنه يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان وهي موجودة بشكل طبيعي بجانب الفيتامينات B,C,d. وقد كان يصنف المشروم من الأطعمة الفاخرة، لكن نتيجة لارتفاع أسعار اللحوم بدأ يندرج ضمن وجبات الطبقات الفقيرة وكضيف دائم وبديل للبروتين الحيواني المفقود، كما يحتوي على جميع الأملاح المعدنية والبوتاسيوم والفوسفور والماغنسيوم والحديد بالإضافة إلى بعض الفيتامينات المهمة والأحماض، مثل الفوليك، كما أن نسبة البروتين به نحو 3,5% وهو طازج وترتفع النسبة إلى 35% للجاف ويتميز بخلوه من الكوليسترول، كما أثبتت أبحاث علمية حديثة أنه مضاد للسرطان
إنتاج فطر عيش الغراب المحاري كمشروع منزلي
أصبح إنتاج عيش الغراب (Mushroom المشروم) من المشروعات الصغيرة الأكثر ربحية والأقل تكلفة خاصة أنه يناسب ذوي المدخرات الصغيرة، كما يمكن تنفيذه في المنزل. وقد تزايد الطلب على منتج المشروم بعد أن أطلق عليه البعض مصطلح "لحم الفقراء"؛ نظرا لانخفاض أسعاره واحتوائه على نفس المكونات البروتينية للحوم. ويمكن تحويل المشروم لغذاء شعبي بمزيد من التوعية بمميزاته العديدة وفوائده الغذائية المتنوعة، بما يؤمن لمنتجيه سوقا كبيرة، فما هو عيش الغراب وتاريخه؟ وكيف يتم إنتاجه وزراعته؟ والجدوى الاقتصادية له كمشروع يمكن أن تقبل عليه الأسر محدودة الدخل
ما هو فطر عيش الغراب؟
هو كائن حي يصنف تحت مجموعة النباتات الخيطية والتي تتميز بتكوين اجسام ثمرية تشبه القبعة ، وهو لا يحتوي على الكلوروفيل الذي يستخدمه النبات في طعامه من خلال عملية التمثيل الغذائي،. ويتكون عيش الغراب من جسم يسمى بـالميسيليوم ، وتحتوي ثمرته على بذور تسمى حويصلات، كما أن جسمه يخزن المواد والمركبات الغذائية لإنتاج ثمرة عش الغراب حينما تكون الظروف مناسبة ، وهو كغالبية الكائنات الحية، ينمو في بيئة دافئة، ويضم المشروم آلاف الأنواع منها عشرات الأنواع السامة ومئات مستخدمة كغذاء راقٍ للإنسان، ومن أهم أنواعه المستخدمة كغذاء منها عيش الغراب العادي أو البوتون، عيش الغراب الشيتاكي أو الصيني، عيش الغراب المحاري، فطر البادي البري، النيبيولاريس، فطر العسل، هريسيوم إيريناسيوس، تريكولوما ما تسوتاكي. أما الأنواع السامة فتقدر بالعشرات، ولا توجد طريقة نظرية لمعرفة السام من غير السام إلا بالتحليل الكيميائي، والاعتماد على الشكل فقط غير كافٍ لمعرفته، ومنها قلنسوة الموت عيش الغراب الأحمق، عيش الغراب الخجول، عيش الغراب الذبابي.
مستلزمات وشروط الزراعة:
لا بد من توفر مستلزمات أساسية حتى تبدأ مشروع المشروم وأبرزها:
1 - تجهيز البيئة: وهي التربة الأساسية التي يزرع فيها المشروم، ويتم تجهيز البيئة من التبن الخشن او القش(بالات)بحيث يكون مقطع ويجب ان لا يزيد طوله عن 3-5 سم ، ثم يضاف 5% نخالة +5% شيد، ثم توضع في برميل ماء للنقع لمدة 6 ساعات على درجة حرارة 60 –80 درجة مئوية، وبعد ذلك تصفى من الماء الزائد ويمكن تركها حوالي 6 ساعات قبل الزراعة وحتى 48 ساعة
2- التقاوي : لا بد من شراء البذور من أماكن معتمدة حتى تكون صالحة للزراعة.
3- المكان : يجب توفير المكان المناسب مثل غرفة أو مخزن او كراج بحيث يكون نظيف وجيد التهوية. ويتميز المشروم عن غيره من المشروعات بسهولة زراعته بحيث يمكن لأي شخص تنفيذها بنجاح إذا التزم بعدد من الخطوات الأساسية نذكر أهمها:
1- يجب مراعاة النظافة التامة لموقع الإنتاج، سواء كان ذلك غرفة أو كراج أو مخزنا ، كما يجب أن تكون النوافذ عليها سلك ضيق لعدم دخول الحشرات، وأن تكون الجوانب خالية من الشقوق والفتحات التي قد تحتوي على الحشرات والجراثيم، ويجب أيضا تطهير الموقع قبل الزراعة باستخدام المطهرات، مثل الفونيك .
2- درجة الحرارة يجب أن تتراوح ما بين 18-25.
3- المحافظة على نسبة الرطوبة بين 70 – 80%
4- يجب ان تكون الإضائة غير مباشرة
طرق إنتاج المشروم :
هناك طرق عديدة لزراعة المشروم منها:
1- طريقة الأكياس البلاستيك: وهي أسهل وأرخص الطرق، وفيها يتم وضع الأكياس على أرضية خشبية (رفوف، مقاعد...) يفتح الكيس ويوضع فيه طبقة من البيئة الجاهزة، ويتم رش فوقها التقاوي، وتوضع بعد ذلك طبقة أخرى من البيئة حوالي 10 سم، ثم ترش فوقها تقاوٍ ثم توضع طبقة أخرى من البيئة حوالي 5 سم. بعد ذلك نغلق الكيس جيدا ونتركه لمدة أسبوعين إلى 3 أسابيع حتى ظهور النموات البيضاء (الميليسوم) بعد ذلك نفتح الكيس من أعلى ونتركه أسبوعا، ثم نشقق الكيس من الجوانب لخروج بعض النموات منها. وتستمر في عمليات الخدمة والرطوبة، ويتم الحصول على 3 قطفات في الدورة الواحدة.
2- طريقة الزارعة في الشبك : وذلك بوضع الشبكة (طولها 80 سم) داخل الكيس وتعبأ مثل الأكياس البلاستيك، ثم نغلق عليها وهي داخل الكيس، وبعد فترة التحضين (2-3) أسابيع يمكن إخراج الشبك، وتعليقها في أي مكان ذي رطوبة نسبية عالية وترش يوميا برذاذ بسيط من الماء.
3-الزارعة في أسطوانات: وهي أفضل الطرق وأشهرها وأقل حيزا في المكان والأسطوانة طولها 1.5 متر وقطرها 30 سم، وتحتاج إلى 20 كجم بيئة + 1 كجم تقاوٍ، وتنتج حوالي 5 كجم ثمار في الدورة (10 أسابيع)، ويمكن استخدمها في المنازل والحجرات المتوسطة. ويتم تجهيز الأسطوانة مع وجود الغطاء البلاستيك عليها ثم تعبأ بمخلوط البيئة والتقاوي الذي يجهز عن طريق وضع البيئة علي مشمع نظيف على الأرضية ثم خلطها بالتقاوي، وتُعبأ في الأسطوانة بعد ذلك، مثل تعبئة الأعمدة الخرسانية، ويراعى رج الأسطوانة أكثر من مرة أثناء الزراعة حتى لا تكون هناك فجوات هوائية كثيرة ثم يربط الغطاء البلاستيك من أعلى بعد تمام الملء ، وهناك طرق أخرى عديدة في الزراعة مثل الزراعة على الرفوف وفي الصناديق البلاستيك. ويتم خروج الثمار بعد حوالي 3 أسابيع وتدخل في دور النضج في الأسبوع الرابع، حيث يمكن قطفها، ثم تقطف مرة أخرى بعد أسبوعين من القطفة الأولى ثم قطفة ثالثة بعد أسبوعين من القطفة الثانية أيضا، وذلك إلى أن يتم التأكد من انتهاء المحصول تماما.
الحفظ والتعبئة
يعتبر المشروم من الزراعات سريعة التلف؛ لذا لا يمكن تسويق معظم المنتج طازجا، ومن هنا كان لا بد من البحث عن طرق عديدة لإطالة فترة الحفاظ عليه لحين استخدامه ومن أهم طرق حفظه:
1- التبريد: يمكن حفظه لمدة 5-10 أيام في الثلاجة العادية على درجة 2-5 في كيس ورقي بني اللون.
2- التجميد: يوضع في كيس نايلون مهوى، ويستمر لعدة أسابيع، ويمكن حفظه بهذه الطريقة لفترة أطول؛ وذلك بعد سلقه ووضع الليمون والملح عليه لحفظ اللون كما يمكن تجميده لنفس الفترة مطبوخا.
3- التجفيف: نفس طريقة حفظ البامية حيث يعلق في حبال بعد تقطيعه شرائح، ويوضع في الشمس لمدة أسبوع حتى يجف تماما، ثم يعبأ بأكياس ورق محكمة في مكان جاف. كما أن هناك طريقة التجفيف في الأفران، حيث يوضع الإنتاج داخل أفران مخصصة لذلك تحت درجة حرارة 45 درجة لمدة 48 ساعة. وتلجأ إلى هذه الطريقة الشركات الكبرى ومشاريع الإنتاج الضخم؛ وبذلك يمكن حفظه بهذه الطريقة لمدة تزيد على 6 أشهر كاملة بدون أن يتلف أو تفسد قيمته الغذائية فضلا عن أن سعر الكيلو يتضاعف عشر مرات لسعر الطازج؛ لأن كل 10 كيلو طازج تصبح بعد التجفيف كيلو واحد فقط، وهذه الطريقة تساعد على التصدير أو الاستفادة من المنتج الذي فشل صاحب المشروع في تسويقه طازجا. وإن كان المجفف ليس بكفاءة الطازج ويستخدم في الشربة والقلي والطبخ.
4 - التخليل: يغسل ويسلق بماء مغلي لمدة 15 دقيقة، ثم يوضع سريعا بماء بارد وينقل لعلب أو برطمانات ذات فوهة واسعة، ويصب عليه محلول ملح مع قليل من الخل وفيتامين C وتغلق الزجاجات، وتعقم على بخار ماء لمدة ساعة ثم تبرد.
5- التعليب: أحسن وسيلة للحفظ والأكثر تداولا؛ لذلك يتم غسل واختيار الثمار الجيدة قبل سلقها في ماء مغلي لمدة دقيقتين، ثم يبرد ويعبأ في برطمانات زجاجية، ويصب عليه المحلول الملحي، ويتم التسخين الابتدائي بالبخار أو الماء المغلي، ثم يقفل بإحكام ويتم التعقيم لمدة ساعة كاملة، وتبرد البرطمانات ببطء ويحفظ هكذا لمدة 6 أشهر
الجدوى الاقتصادية
يعتبر مشروع عيش الغراب من المشاريع المغرية بالاستثمار الصغير لما يحققه من أرباح عالية بأقل التكاليف، كما يمكن إقامته في حجرة صغيرة بالمنزل أو مخزن بشرط توافر النظافة التامة والرطوبة المناسبة والبعد عن أشعة الشمس المباشرة وهذه بعض معلومات اساسية عن انتاجية المشروع
- دورة الإنتاج 10 اسابيع تقريباً
- يبدأ الإنتاج بداية الإسبوع الخامس
- يتم الحصول على الانتاج من خلال عدة قطفات تصل الى اربعة بين كل قطفة واخرى اسبوعين
- معدل انتاج ا كغم تقاوي 4-6 كغم ثمار