ليس خافيا على متتبع أن الفصائل الفلسطينية العاملة على الساحة الفلسطينية تتجه نحو عدم تجديد التهدئة بسبب عدم التزام العدو الصهيوني بأي من التزاماته أو تعهداته، فالتقييم التي خلصت له الفصائل الفلسطينية فيما يتعلق بالتهدئة سلبي خصوصاً أنه لم يحقق أي مصلحة على صعيد المواطن الفلسطيني الغزي اللهم وقف على المجاهدين الغارات - التي كانت تستأنف من حين لأخر - وإيجاد فسحة من وقت المجاهدين استغلت في التدريب والأعداد الجيد للمرحلة القادمة.
المعابر المغلقة وقلة توفر الكهرباء والغاز وضعف التغيير في المجال الاقتصادي والمعيشي بالقطاع يؤدي إلى النتيجة القاضية بعدم تجديد التهدئة فلا عدو ملتزم ولا راع يوقف الطرف الموغل في الحصار عن تصرفاته الحمقاء التي أفضت لاستشهاد خيرة المجاهدين والمرضى ذوي الحالات الحرجة وبحاجة للعلاج بالخارج.
ثم أن هنالك جريمة تقترف بالضفة الغربية بحق الأراضي الفلسطينية هناك فالتوسع الاستيطاني على أشده وانتشر السرطان الاستيطاني في كل بقعة في مدن الضفة ومخيماتها وحولت الضفة لمناطق معزولة يتنقل أفرادها بأمر الجيش الصهيوني وفي أوقات محددة.
في ظل كل هذه الظروف المحيطة يصعب تقبل التهدئة مع بقاء الحال على ما هو عليه، وإن كان لابد من تهدئة فيجب أن تكون وفق معايير وضوابط بعيدة عن المجاملات الدبلوماسية ومراعاة شعور " الأشقاء الأعداء" ومبادرات حسن النوايا.
إلا أن عدم تجديد التهدئة بات في حكم المنتهي فما لم تحدث تغيرات في الساعات الأخيرة القادمة نستطيع القول بأن مساء يوم الجمعة 19.12.2008 هو أخر أيام التهدئة ولن يكن هنالك مجال إلا لشحذ السيوف والتزنر بالأحزمة الناسفة تحضرا للمعركة القادمة التي ستفوق شراستها أي من المعارك الأخرى .
إن المناخ العام والوضع الإقليمي المحيط يسير في صالح عدم تجديد التهدئة فالمحيط العربي والإسلامي يغلي غضباً وبان عوار معظم حكام العرب المتآمرين على الشعب والمشروع الإسلامي بقطاع غزة، والدماء التي ستسيل في المواجهة القادمة قد تكون الشرارة التي تحرك بركان التمرد والثورة لدى الشعوب العربية والاسلامية إن قررت الانتفاض على ذاتها قبل حكامها.
وعل الوضع الصهيوني الداخلي وما يعتري ساسته من انقسامات وفساد مالي وإداري سيزداد سوءا بعد جولة المواجهات القادمة وقد تكون المواجهة القادمة ذات صدى لدرجة التأثير في رسم الخريطة السياسية في الكيان.
ثم أن المناخ في قطاع غزة سواء على مستوى بسطاء القوم وعسكرهم وساستهم يشجع على القيام بجولة جديدة من المواجهات لإعادة الاعتبار لجوهر القضية الفلسطينية لا بقصد تحسين وضع فتح وإغلاق المعابر المفروض على قطاع غزة.
ولذلك ورغم إدراكي لحجم المعاناة التي تحياها المقاومة بالضفة الغربية وملاحقتها من قبل أذناب الأمريكان والصهاينة تلاميذ دايتون فإن انقضاء التهدئة وبدء عملية المواجهات تستدعي عمليات نوعية داخل العمق الصهيوني وإعادة تفعيل السلاح الاستشهادي في وجه الغطرسة الصهيونية لتغيير قواعد اللعبة برمتها.
ثم أن المقاومة بقطاع غزة مطالبة بتغيير أسلوب القتال وتكتيك العمليات بهدف توجيه ضربة عسكرية نوعية للكيان الغاصب انطلاقاً مع حدود قطاع غزة تقلب الموازين وتخلق ميزان رعب جديد.
ثم أن المواجهة القادمة يجب أن تستخدم في تصعيد الخطاب الشعبي والثوري لدى شعوب دول الجوار مما يخلق جوا من عدم الاستقرار يركن عليه في فرض شروط وإرادة القوى المجاهدة والحية بفلسطين.
أعلم أن المواجهة القادمة ستكون شرسة جداً قادة وجندا قدموا الوقت والمال والجهد فداء للقضية وأعلم أن الحصار سيزداد شراسة والتآمر سيكبر حجمه إلا أن الله لن يتر قوم مؤمنين أعمالهم فلا اقل من شحذ السيف والتزنر بالحزام الناسبف وحمل الرشاش وتجهيز الصواريخ تحضرا للمعركة القادمة.
فالله الله في جهادكم يا شعب فلسطين الله الله في مقاتليكم واستشهادييكم فالدم الدم والهدم الهدم أروا اليهود بطشكم
آن الآوان يا كتائب القسام وحمحم
ماعادت التهدئة تجدي والخيار أن تتهدم
فاطلقي ليوث التوحيد بالحزام الناسف تتقدم
ما عاد الصمت يجدي فالوضع تأزم.
وبعنجهية جنود الصهاينة علي دمائنا تتهجم
وبكل الأعراف والمواثيق والشرائع تتهكم
بكل مفاصل الحياة وبأرضنا وسمائنا تتحكم
فهبي يا كتائبا فاليهودية أمامك تتقزم
دكي حصونهم ودعي الصهيونية تتألم
وتحت أقدامك يا كتائبنا جماجمهم تتهشم
وبجندك جند القسام يد الغدر تقطع وتحجم؟
فقري عين الموحدين بأشلائهم تتفحم
فلبي يا كتائبنا ودعي القلوب تتبسم
ولراية الجهاد جيل بعد جيل قسامي يتسلم