*fulla* مشرف
عدد الرسائل : 1114 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالبة 2 علمي المزاج : رايقة تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: حق الطريــــــــــــق الأربعاء يونيو 10, 2009 11:50 pm | |
| - فمن حق الطريق:
وجوب أداء حقوق الطريق:
وحقوق الطريق بيّنها النبي وهي: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر» وهذه الحقوق ليست من باب الحصر، وإنما هي بعضها، وقد بيّنت أحاديث أُخر حقوقاً للطريق غير هذه، فأعلم أن المذكورات التي في الحديث ليست من باب الحصر.
أ - غض البصر:
الأمر بغض البصر يشترك فيه الرجال والنساء على حد سواء، وذلك لأن إطلاق البصر فيما يحرم يجلب عذاب القلب وألمه، وهو يظن أنه يروح عن نفسه ويبهج قلبه، ولكن هيهات. وأعظمهم عذاباً مدمنهم، وكما قال ابن تيمية رحمه الله: "تعمد النظر يورث القلب علاقة يتعذب بها الإنسان، وإن قويت حتى صارت غراماً وعشقاً زاد العذاب الأليم، سواء قدر أنه قادر على المحبوب أو عاجز عنه، فإن كان عاجزاً فهو في عذاب أليم من الحزن والهم والغم، وإن كان قادراً فهو في عذاب أليم من خوف فراقه، ومن السعي في تأليفه وأسباب رضاه!" انتهى كلامه رحمه الله.
وأصل ذلك ومبدؤه من النظر، فلو أنه غض بصره لارتاحات نفسه وارتاح قلبه.
والشرع المطهر لم يغفل ما قد يقع من الناس بدون قصد منهم، بل أمر من نظر إلى امرأة أجنبية بدون قصد منه أن يصرف بصره عنها ولا يتمادى. قال جرير بن عبدالله رضي الله عنه: «سألت رسول الله عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري» [رواه مسلم]. ومعنى نظر الفجأة: أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرف في الحال فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم لهذا الحديث، قاله النووي.
ب - كف الأذى:
ومن حقوق الطريق، كف الأذى وعدم إيذاء الناس في أبدانهم أو أعراضهم. وفي الحديث الذي رواه عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي قال: «المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده... الحديث» [رواه البخاري ومسلم] والحديث من جوامع كلمه، فيشمل اللسان من تكلم بلسانه وآذى الناس في أعراضهم أو سبهم، ويشمل من أخرج لسانه استهزاء وسخرية. وكذا اليد فإن أذيتها لا تنحصر في الضرب، بل تتعداها إلى أمور أُخر كالوشاة بالناس، والسعي في الإضرار بهم عن طريق الكتابة، أو القتل ونحو ذلك. بل إن من محاسن هذا الدين أن كان كف المرء شره وأذاه عن الناس صدقة يتصدق بها على نفسه، جاء ذلك في حديث أبي ذر قال: سألت النبي: "أي العمل أفضل؟"، قال: «إيمان بالله وجهاد في سبيله». قلت: "فأي الرقاب أفضل؟"، قال: «أعلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها». قلت: "فإن لم أفعل؟"، قال: «تعين صانعاً أو تصنع لأخرق». قال: "فإن لم أفعل؟"، قال: «تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك» [رواه البخاري]. وعند مسلم: «تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك».
جـ - رد السلام:
ومن حقوق الطريق: رد السلام، وهو واجب لقوله في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز» [رواه البخاري ومسلم]. وقد قصّر في هذا الباب خلق كثير، واقتصر سلامهم على المعرفة، فمن عرفوه سلموا عليه أو ردوا عليه سلامه، ومن لم يعرفوه لم يعيروه اهتماماً. وهذا خلل ومخالفة للسنة.
د - وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
هذا باب عظيم الشأن والقدر، به كانت هذه الأمة خير الأمم: {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران: 110]. قال ابن كثير: قال عمر بن الخطاب "من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها"، رواه ابن جرير، ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله تعالى: {كَانُواْ لا يَتَنَاهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 79].
وبتركه يحل بهم العقاب. فقد روى الإمام أحمد في مسنده قال: "قام أبوبكر فحمد الله عز وجل وأثنى عليه فقال: أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيكُم أَنفُسَكُم لا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إذَا اهتَدَيتُم} [المائدة:105] إلى آخر الآية، وإنكم تضعونها على غير موضعها، وإني سمعت رسول الله يقول: «إن الناس إذا رأوا المنكر، لا يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب»".
وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فوائد عظيمة للأمة، منها: نجاة سفينة المجتمع من الهلاك والغرق، ومنها قمع الباطل وأهله، ومنها كثرة الخيرات والحد من الشرور، ومنها استتباب الأمن، ومنها نشر الفضيلة وقمع الرذيلة... إلخ.
| |
|