شنّت الدويلة الصهيونية الإرهابية إحدى غزواتها اللعينة ضد إخوة العقيدة في (غزة) العزة والكرامة، انتقاماً لعلج يهودي جبان وقع أسيراً في أيدي الفلسطينيين، وثأراُ لجيفتين منتنتين قتلهما أبطال غزة !
وكانت هذه الغزوة البربرية الهمجية نسخة مكرورة لكلّ الغزوات الإرهابية السابقة التي لم تُميز بين رجل وامرأة أو طفل رضيع؛ فقد دكت طائرات (الأف 16) الأمريكية الصنع منازل المدنيين, ودمرتها فوق رؤوس أصحابها أشراً وبطراً, واستهدفت صواريخ الصهاينة محطات الكهرباء وخزانات المياه, وأسرت أربعاً وستين وزيراً ونائباً ومسؤولاً في حكومة حماس !!
ولا لوم على اليهود فليس بعد الكفر ذنب, ولكنّ اللوم ليقع على أولئك الدجاجلة من صحافيين وكُتاب الذين انبروا لمناهجنا ومقررات مدارسنا ليصمونها بتغذية الإرهاب ، وتفريخ الإرهابيين بينما يلغون عقولهم, ويصمون آذانهم, ويغضون أبصارهم عن أزير الطائرات, ودوي القنابل الحارقات وهي تدك المدنيين في غزة وبغداد وقندهار والشيشان .
فأي إرهاب أشرس وأرعن وأهوج من إرهاب أباطرة اليهود والنصارى الذي أكل الأخضر واليابس ؟!
إن اللوم لا يقع على قتلة الأنبياء وسماسرة الدماء، فليس بعد الكفر ذنب، ولكن اللوم يقع على شباب الإسلام، وهم يتنقلون من مقهى إلى مقهى بحثاً عن شاشة تَعرض لهم مباراة لكرة القدم ضمن فعاليات كأس العالم المشؤوم !
بينما إخوانهم وأخواتهم يقصفون ويبادون في الأرض المقدسة, وعلى مرمى حجر من مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم!
اللوم لا يقع على دويلة صهيون أو حامية الصليب فليس بعد الكفر ذنب ، ولكن اللوم يقع على شباب ينتسبون للعلم, ويتدثرون بالغيرة على الدين ثم هم بعد ذلك في مهاترات ومجادلات وسباب وشتام ,حتى إن بعضهم ليفري بعضاً في الساحات وغيرها ، تاركين قضايا أمتهم الكبرى ، وكوارث بلادهم العظمى بعيدة عن النقاش الموضوعي. والبحث الأصيل الذي يساهم في تخليص واقعهم ممّا هو فيه من الذل والهوان !
إنّ غزة ستكون مجرد حلقة واحدة ضمن حلقات كثيرة ومتتابعة لا نهاية لها لمسلسل الاعتداءات الإرهابية التي يشنها اليهود والصليبيون وغيرهم من كفرة العالم ما دمنا مسلمين ضعفاء ، عاجزين عن الدفاع عن أنفسنا، والذب عن حرماتنا وأعراضنا !!
إن انشغال المسلمين بسفاسف الأمور من كرة وطرب وسياحة, وإقبال على الشهوات والأهواء ، وتعلق بحب الدنيا والحطام مع الغفلة التامة عن إعداد القوة وبناء الترسانة العسكرية المرهبة للأعداء؛ هو الذي دفع اليهود إلى استعراض عضلاتهم في غزة والقطاع وقصف العُزَّل والمدنيين بكل قسوة وعنجهية وغرور !!
ولقد آن أن يستيقظ المسلمون ويتوبوا إلى ربهم –سبحانه- ويُحكَّموا شرعه في كلّ شأن من شؤون واقعهم, ويدركوا بجلاء أهمية إعداد القوة, وتعبئة الأمة للجهاد دفاعاً عن عقيدتهم وبلادهم وأعراضهم وأموالهم, وبغير ذلك سيكونون لقمة سائغة بين أنياب كلّ عدو غادر، وصائل ماكر، وسيظلون كلّ يوم على موعد مع غزة جديدة، وفصل جديد من الدموع والدماء والأشلاء !