رفعتْ عقيرتَها الرياحُ ،
وغصَّتِ الأرضُ الطهورةُ بالمنى ،
نَسَكَتْ قوافي الأولينَ ،
تَهَوْدَجَ الجرحُ المقاولُ ،
غادَرَتْ سُفُنٌ معبَّأةٌ نبيذَ الاعترافِ
تمايلَ التلُّ الغفورُ . انشقَّ صدرُ القافية .
وتَجَمْهَرَ الجُنْدُ الطغاةُ على نوافذِ روحيَ ،
الذكرى مخزَّنَةٌ بتابوتِ القيامةِ /
والسلاحُ هو السلاحُ /
يجنُّ أو يَرْغِي /
ويبصقُ ما تبقَّى من حياةٍ في جبينِ القافلة .
هَتَكَ الطغاةُ وصيَّةَ الأبناءِ / فانْكَسَرتْ زجاجاتُ الخلودِ /
كَبّوا دلالَ العاشقاتِ / ونصَّبوا الإيقاعَ رهناً للسؤالِ ..
ومالَ أفقُ الخطوِ مالْ /
صَخْرٌ ضَلَّ ميثاقَ التمنِّي/
قهوةٌ نعسَتْ على شفتينِ باكيتينِ/
فجرٌ غارقٌ في صحْوهِ /
مُرٌّ يُزَغْرِدُ في الذهابِ وفي الإيابْ .
رفعتْ عقيرتَهَا الرياحُ /
تنادمَ المتوجسونَ على ظلالي /
أرَّخَ الحكماءُ دمعي /
واستفاقَتْ ذكرياتُ مواقعي ومواجعي /
صُلِبَ الصليبُ على جراحي /
فاستفاقَ النزْفُ /
لَوَّنَ قامةَ الحنَّاءِ في صَبَواتِها /
أرضٌ تحنُّ ولا تخون
دمعٌ يجفُّ ولا يهون
جسدٌ يعبِّئُه الردى في محنَةِ الطقسِ الجنون .
حرسٌ وراءَ البابِ
متراسُ شوكٍ في الدروبْ
عرباتُ موتٍ في الطريقِ إلى الإيابْ
جنودٌ أشقياءٌ طاردوا سرجَ الخطى /
انسكبوا على جرحِ الحياةِ /
يُمَارِسونَ الحبَّ بالذكرى /
وينْفَجِرونَ في زَخَمِ الرجولة .
حرسٌ وراءَ البابِ
يمنعني العبور
عد
فأعودُ من ثقلِ الزنازينِ التي تتشفَّعُ
ومصبراً عيْنَاً
لاحسرةً مِنِّي إليهِ
بل حسرةً مِنِّي عليه
وعُدْ كما كانَتْ جِرارُ الأولينَ
تنامُ في طَقْسِ الظلامِ .
أُحِسُّ مَشيْئَةً هَتَكَتْ بكارتَها ،
تنادي الأولينَ على صقيعِ الأزْمِنةْ
فاسودَّ وجهُ الماءِ ! ..
كانَ الجنْدُ يَكْتَمِلونَ بالحنَّاءِ والفحمِ الطريِّ / وأسلحة
كنْتُ الفلسطينيَّ منهزماً ومنتصراً بإنْسَانيَّتي والأضرحَةْ
أحدٌ يُكوِّنُنِي ليشْقَى
أحدٌ يُفَتِّتُنِي ليبْقَى
ماردٌ / صنَمٌ خجولٌ / نازفٌ من صمتِ أسلحَتِي
وأسلحتي كلامٌ في صفاءِ الروحِ تتْبَعُنِي شظاياها
وأمْسِي سُلَّمٌ للحَرْقِ هل تُجْدِي وصاياها ؟!
أحبُّكِ ما استطعْتُ منَ الحياةِ .. وما استطعْتُ منَ المماتِ فكَيْفَ لي
وهْجُ النشيجِ على نزيفٍ للنشيدِ
وأقْتَفي إثْرَ المدى
كانتْ حكايتُنا سدى
كانَ السلامُ على سجيَّتِهِ يخونُ
وكانت الدنيا جراحاً في العيونِ
وكنتُ وحدي أرسمُ الأملَ الحزينْ.
من أينَ تأتي زلفةُ الخطْوِ اللعين؟!
أبارحُ التسآلَ يوماً
أتَّقي شَرَّ الظنونِ
فينكفئ فينا سموِّ الأوَّلين
ترابٌ جائعٌ للسطْوِ
أحجارٌ تؤرِّخُ مبتَدَاها
ترابٌ جارحٌ في الدربِ
أحجارٌ تؤرِّخُ مُنْتَهاها
هل مَرَّتْ براكينُ العذارى من هنا
وهنا جراحُ الكادحينَ
هنا دموعُ الفاتحينَ
هنا هيامُ العاشقينَ
هنا سبايا أدْمَنَتْ غزلَ الشبابِ
وطقسَ ميثاقِ الجنونِ
هنا صبايا ملَّتِ التسآلَ عن رَعْشٍ بصمتِ العاشقينَ
هنا البنادقُ والجثثْ.