تباينت ردود الأفعال حول واقعة الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف بوش بزوجي حذائه أثناء زيارته الأخيرة للعراق، وكتب عديد من الشعراء قصائد تعبر عن هذا الحدث، حيث وجه الكاتب السعودي الدكتور أحمد بن عثمان التويجري قصيدة إلى الصحفي العراقي منتظر الزيدي امتدح فيها رشقه بوش بالحذاء. وجاء فيها:
إخلَعْ حِذاءَكَ أيّهَا البَطَلُ
واقذِفهُ كَيْمَا يَرتَعِدْ هُبَلُ
واشتُمْهُ واشتُمْ كُلَّ عُصْبَتِهِ
خَابَ الشقيُّ وجُندُهُ الهَمَلُ
واجْعلهُ يعلمْ أنّ أمَّتَنَا
لا تَستَكِينُ وهامُهَا زُحَلُ
إخلعْ حِذاءَكَ فَهْوَ مُلتَهِبٌ
يا لِلتَّمَرُّدِ فيهِ يَشتَعِلُ
واصْفَعْ زَنِيماً فَوْقَ هَامَتِهِ
واجعلْهُ كالجُرذَانِ يَنخَذِلُ
واقذِفْ جَميعَ الخائنينَ به
مّنْ لِلدَّنيَّةِ عِرضَهَمْ بَذَلُوا
فَلَقَدْ كَشَفْتَ لِثَامَ سَوْأَتِهِمْ
ولقد فَضَحتَ جَميعَ ما فعلوا
إخَلعْ حِذاءَكَ أيّها البَطلُ
باسمِ اليتامى واسمِ مَنْ قُتِلُوا
باسمِ الدّماءِ تَسَلُّطاً سُفِكَتْ
باسمِ الأراملِ باسمِ مَنْ وَجِلُوا
باسمِ الشعوبِ تَجُبّرَاً قُهِرَتْ
باسمِ الإبَاءِ وكُلِّ مَنْ خُذِلُوا
باسمِ الأُولى غَابَتْ حِكَايَتُهُمْ
باسمِ القُلوبِ عَزَاؤُها الأمَلُ
إخلعْ حِذاءَكَ أيَّها البَطلُ
واقذِفْهُ كيما يَرتَعِدْ هُبَلُ
إخلعْ حذاءَك فهو يُشبِهُهُ
لكنّهُ مِنْ فِعلِهِ خَجِلُ
واخلعه بِرَّاً مَرَّةً أخرى
واقذِفهُ كَيْمَا الحَجُّ يَكتمِلُ.
وفي قصيدة بعنوان "حذاء" نشرتها مجلة "ديوان العرب" بقلم الشاعر السوري عمر حكمت الخولي نقرأ:
يا أمَّتي العوراءَ، يا مواطنَ الخنوعِ، يا ذكرى لِمَا ينتابُنا
في كلِّ يومٍ عندما يحتلُّنا جيشٌ جديدٌ
أو ننامُ في المساءْ!
يُضحكُني أنَّكِ سوفَ تُرجعينَ مجدَكِ الَّذي أضاعَهُ
الَّذينَ أنفقوا سنيَّهمْ حتَّى يضيعْ
وأنَّكِ استبسلتِ في التَّاريخِ دهراً
ثُمَّ بتِّ مثلَ برعمِ الرَّبيعْ
وأنَّكِ اخترتِ الخلودَ بعدَ حينٍ
يومَ يسمو الكبرياءْ!
ما ذقتِ يوماً طعمَ ذاكَ الكبرياءْ
ما ذقتِ يوماً غيرَ نكهاتِ الدِّماءْ
مِنْ يومِ زارَنا المغولُ، ثُمَّ في معاركِ الفرنجِ
ثُمَّ آلُ عثمانَ الَّذينَ مزَّقونا إرباً
واليومَ باتَ رأسمالِكِ البكاءْ؟
ويلٌ لأمَّةٍ ترى أمجادَها على حذاءْ!.
يسألُني الطَّريقُ عنْ يومٍ مبينْ
عنِ انتفاضاتِ الشُّعوبِ في وجوهِ الطَّامعينْ
يسألُني عنْ أمَّةٍ تساقطتْ
ما عادَ يعرفُ الطَّريقَ نحوَها سوى جنودِ الحاقدينْ
يسألُني عنِ الَّذينَ أفرغوا جيوبَهمْ
وأضرموا صدورَهمْ
عنِ الَّذينَ ودَّعوا بناتِهمْ وقبَّلوا زوجاتِهمْ
ثُمَّ مضَوا إلى التُّرابِ عانقوهُ كي تمرَّ فوقَهمْ
قوافلٌ للعائدينْ!
يسألُني: "أَتُفتحُ الأبوابُ؟ هلْ ستعرفونَ دربَ بعثِ الثَّائرينْ؟"
ستُفتحُ الأبوابُ يوماً
عندما تزولُ أحزانُ العراةِ، يلبسونَ الخوذَ الثَّقيلةَ الَّتي تليقُ بالرُّبا
ويحملونَ حقلَهمْ كمدفعٍ عتادُهُ قمحٌ وتينْ!
ستُفتحُ الأبوابُ يوماً
عندما سينشدونَ ميتةً تشلُّ أعداءَ البلادِ في الوغى
وعندما سيبصقونَ خبزَهمْ
ويلعنونَ عطفَهمْ
ويحملونَ عزَّهمْ إلى مقابرِ السِّنينْ
ستُفتحُ الأبوابُ يوماً عندما
سيجعلونَ ذلكَ الحذاءَ بندقيَّةً تبوسُ رأسَ الغاصبينْ!.
أيضا سادت واقعة رشق الصحفي العراقي منتظر الزيدي للرئيس الأمريكي بوش بحذائه على الأمسية الشعرية الثانية بمهرجان الزيتون الثاني بمنطقة الجوف بالسعودية والتي أقيمت أول أمس بمركز الأمير عبد الإله الحضاري بمدينة سكاكا.
وكان شعراء الأمسية كما ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية تركي العودة وعبد الله الهيشان وماجد الحسن والتي أدارها خالد الحبوب افتتحوا قصائدهم بقصائد عن الحادثة, حيث وصف كل شاعر الموقف حسب رؤيته فمنهم من وصف الصحفي بالشجاع ومنهم من وصف الحذاء بخير من المدفع ومنهم من عبر فرحته بقوله "مبسوط جدا جدا".
وفي نهاية الأمسية أكد الشعراء أنه لم يكن هناك أي اتفاق مسبق للبدء بقصيدة تصف الحدث الذي حدث مؤخرا بالعراق ولكن الأمر جاء مصادفة.