المرابط مشرف
عدد الرسائل : 504 العمر : 36 العمل/الترفيه : طالب المزاج : مزيح تاريخ التسجيل : 12/12/2008
| موضوع: زوايا "جلعاديَّة" بعد حرب غير عادية!! الجمعة فبراير 06, 2009 8:06 am | |
| [size=21]زوايا "جلعاديَّة" بعد حرب غير عادية!!
ما الذي يفعله جلعاد شاليط الآن؟ هل يُجهَّز نفسه للحريَّة, أم أنه يائس بائس خسر أحلامه بالعودة إلى أهله و منزله الدافئ!؟ وكيف يستَقبل التعنَّت الصهيوني في الموافقة على التهدئة؟ هل الصهاينة اليوم مستعدون لحربٍ جديدة أم أنهم مشتاقون للهدوء والراحة؟ و هل يشترك الجنود مع "المدنيين" في الرغبة بالحرب والاجتياح, أم أنَّ لهم رأياً آخر بعد "حرب الفرقان"؟
"روني دانئيل" المعلِّق العسكري للقناة الثانية- والذي يعتبر من المؤيدين للحرب على حماس- قال في اليوم السابع عشر وعلى الهواء مباشرة من موقع الحدث: " يُحظر عليَّ الحديث، ولا يمكنني أن أقول ما أعلم!" في إشارة إلى أنّ الجيش تعرَّض لمقاومة "جمَّة" كما وصفها ايلان مالكا قائد لواء جفعاتي (النخبة), والذي قال بأن المقاومة الفلسطينية حوَّلت غزة إلى مدينة متفجرات!
الجندي الصهيوني اليوم في أزمة حقيقية؛ فهو لم يعد يواجه عدواً واحداً فقط, بل إنه يشعر بهوانه على قادته وبعداء جيشه له؛ فإن وقع أسيراً في يد القسام -الذي أقسم على صيد الجنود- لن يأمن أن تباغته طائرات جيشه وتحرمه من فرصة الحياة والعودة؛ بل إن الجنود قد تمت توصيتهم بشكل مباشر على "تفجير أنفسهم" في حال وقعوا في الأسر؛ فلقد نقلت يديعوت أحرنوت أن قائد كتيبة في لواء جفعاتي قال للجنود بوضوح: "لن يكون جلعاد آخر ولن نسمح باختطاف أي جندي مهما كان الثمن", في حين أنَّ أحد قادة الفرق العسكرية كان أكثر صراحة وقال عبر القناة العاشرة في أيام الحرب الأولى: " إن السلاح الأسطوري الذي تسعى حماس لتحقيقه خلال الحرب هو أسر جندي أو جنود, وأنا من ناحيتي يجب أن لا اقول لكم هذا؛ ولكن أياً من جنود الكتيبة 51 لن يقع في الأسر مهما كان الثمن؛ حتى لو اضطر الجندي الى تفجير القنابل اليدوية التي يحملها ليقتل نفسه والخلية التي تحاول أسره ".
يزيح هذا الستارَ عن معاناة كبيرة يمر فيها الجندي الصهيوني الذي يحب القتل ويتلذذ فيه, ولكنه يحرص على الحياة أكثر, و يصعب عليه أن يسمع مثل تلك التوصيات أو أن يقصف صديقه من طائراته, ويشق عليه بالتأكيد أن يتخيل نفسه وهو الضحية المقتولة!
كشف المحلل السياسي "بن كاسبيت", المقرب من المؤسسة الحاكمة في تل أبيب، بأن وزيراً صهيونياً كبيراً - طلب عدم ذكر اسمه- قال له في حديث خاص: " أوقفنا الحرب على غزة لأننّا تعبنا ". فإن كان القادة البعيدون- نسبياً- عن الزيت اللاهب قد تعبوا و اعترفوا بذلك, فماذا يقول الجنود الذين زُجَّ بهم في قلب بقعة الزيت الملتهبة!؟
أما جلعاد شاليط فلقد فُتحت عليه في الحرب أبواباً من جهنم, و بعد أن اعتاد على أصوات القذائف والحمم المنبعثة من فوهات المدافع والطائرات؛ جاءت الإصابة لتزيد من مُعاناته وعويله. و زاد في الحرب خوفه على نفسه- ليس من خاطفيه- بل من الجيش الصهيوني إن استطاع معرفة مكانه! فإن كان الفسفور الأبيض يزداد ضرره وأذاه إن صُبَّ فوق الحرق ماء, فما بالكم إن ألقي عليه حمماً مستعرة و شظايا جارحة!؟ أعتقد أن شاليط لن يتوقف عن التفكير في كيفية موته إن استمرت الحرب وأُعيد تجديدها.
"رداً على قاتل الأطفال أولمرت.. التهدئة مقابل كسر الحصار وفتح المعابر, و شاليط مقابل الأسرى", "لن يفرح شاليط بالنور أو الحياة؛ مالم ير أسرانا البواسل النور والحياة العزيزة الكريمة بين أهلهم", "شاليط لن يعود إلا إن عاد أسرانا". هذه الكلمات و المواقف أعلنها قادة حماس في محافل عدَّة, و وجهوا خلالها رسالة واضحة وصريحة, تضع الكرة في الملعب الصهيوني؛ فإن أراد الصهاينة اطلاق سراح شاليط, بإمكانهم الموافقة على الشروط المطلوبة, ولكن كما يقول "ناعوم" والد جلعاد شاليط ان أولمرت "ليس لديه التصميم الكافي وإلا لكان حل المسائلة."
وفقاً لصحيفة معاريف 2-2-2009 فإن الجيش الصهيوني يقوم بإعداد "بنك أهداف جديد" تمهيداً لعملية عسكرية محتملة في القطاع. جلعاد شاليط والذي كان جُندياً, يفهم جيداً سبب جنون آلة الحرب الصهيونية وقصفها العشوائي ثم انسحابها بلا قيدٍ أو شرط. وبرغم الخوف والجوع والألم الذي يُلازمه؛ إلا أنَّه يُدرك آسفاً بأن خيارات جيشه قد نفذت, وبأن بنك الأهداف الصهيونية قد أفلس, كما أفلس "Lehman Brothers" في بداية الإعصار المالي, مرة واحدة وإلى الأبد!
لكنَّ جلعاد الآخر- "عاموس" كبير مستشاري وزير الحرب الصهيوني- يصرُّ على أن الخيارات أمام الجيش ما زالت مفتوحة وأن بوسعه الرد في أي وقت يراه مناسباً, مما دفعه للتصريح بأن التهدئة قريبة و"طويلة جداً".
وما لبثت تلك الأماني أن اصطدمت بموقف حركة حماس الذي عاد من القاهرة يوم الخميس 5-2-2009, مُعلناً رفضه للشروط الصهيونية الواقفة في وجه التهدئة المتبادلة. ليظلَّ الكيان بين تناقضاته؛ فتارة يُعلن باراك استبعاده لاجتياح القطاع وشن حرب عليه, وتارة يؤكد على ضرورة الحرب واحتمالية وقوعها, و في هذه الأثناء يحلو لـ "نتنياهو" المزاودة, وهو المهزوم قديماً أمام حماس الحركة, والعائد إليها وهي حركةُ في الحكومة!
في اليوم الثالث عشر من الهجوم البري قال باراك: "مجهود عامين من التدريب بدأ يعطي نتائجه". وبعد بضعة أيام خرج أولمرت ليعلن وقف اطلاق النار من طرف واحد, اتبعه بانسحاب الجيش خارج قطاع غزة, دون تحقيق أية نتيجة إيجابية من الأهداف المعلنة والمخفية للحرب. وإن كان مجهود عامين من التدريب لم يُسفر عن نتيجة إيجابية واحدة, فإن الكيان الصهيوني بحاجة للتهدئة أشدُّ من حاجة القطاع المحاصر لها؛ ليعيد بناء جنوده الذين انهارت نفسياتهم وخارت عزائمهم, وازداد خوفهم من الآتي الأصعب؛ مما دفع بعضهم للصراخ علناً وعبر الغارديان: " الغطرسة (الإسرائيلية) مستندة إلى منطق أنه إذا ما أكثرنا الضرب فسيكون كل شيء على ما يرام، لكن الكراهية والغضب اللذين نزرعهما في غزة سيرتدان علينا".
[/size] | |
|